الحديث والدعاء
أحداث تقنيات للمحترفين أحداث تقنيات للمحترفين

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الحديث والدعاء

 من كنوز الحديث النبوي الشريف

الكشف عن الدعاء المستجاب


كنوز السنَّة كثيرةٌ جدًّا، ومن أعظم هذه الكنوز الدُّعاءُ المستجاب بألفاظٍ معيَّنة، وفي أزمنة خاصَّة مما أخبَرَنا عنه النَّبي صلى الله عليه وسلم.


وكان يمر عليَّ أثناء القراءة نماذجُ من ذلك فأدوِّنها، وقد اجتمع عندي عددٌ منها، فأحببتُ أن أنشرها للتذكير بها، وشحذ الهِمم للانتفاع بها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وأعجزُ الناسِ مَن عجز عن الدعاء)).


وهذه النماذج هي:

1 - ساعة الإجابة فيما بين الظُّهر والعصر من يوم الأربعاء، يدل على ذلك:

ما جاء عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دَعا في مسجد الفتح ثلاثًا، يوم الاثنين ويوم الثُّلاثاء ويوم الأربعاء، فاستُجيب له يوم الأربعاء بين الصَّلاتين، فعُرف البِشْرُ في وجهه.

قال جابر:

"فلم يَنزِلْ بي أمرٌ مُهمٌّ غليظٌ إلا توخَّيتُ تلك الساعة فأدعو فيها فأعرفُ الإجابة".

رواه البخاري في الأدب المفرد وأحمد وغيرهم.


قال البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 46):

"ويتحرَّى للدعاء الأوقاتِ والأحوالَ والمَواطن التي يُرجى فها الإجابة تمامًا؛ فأمَّا الأوقات، فمنها ما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء".


وقال ابن تيمية في "اقتضاء الصراط" (1/ 433):

"وهذا الحديث يَعمل به طائفة من أصحابنا وغيرهم؛ فيتحرَّون الدعاء في هذا؛ كما نُقل عن جابر، ولم يُنقل عن جابر رضي الله عنه أنه تحرَّى الدعاء في المكان، بل في الزمان".


2 - أفضل أيام الدنيا:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من أيامٍ العملُ الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام العشر)).

قالوا: يا رسُولَ الله، ولا الجِهادُ في سبيل الله؟!

قال: ((ولا الجِهادُ في سبيل الله، إلَّا رجُلٌ خرج بنفسه ومالِه ثمَّ لم يَرجع من ذلك بشيء)).

رواه البخاري عن ابن عباس.

سمعت الشيخ عيادة الكبيسي حفظه الله في خطبة الجمعة عام (1437) في دبي يقول: "هذا الحديث النَّبوي فيه إشارة لقَبول العمل الصالح في الأيام العشر؛ لأنَّ محبة العمل دليلٌ على قبوله عند الله سبحانه؛ وهذه بشارة للمسلم".


3 - من أراد أن تستجاب دعوته:

عن عبادة بن الصامت، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، له المُلك وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، الحمدُ لله، وسُبحان الله، ولا إله إلَّا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قُوَّة إلا بالله، ثُمَّ قال: اللَّهمَّ اغفر لي - أو دعا - استُجيب له، فإن توضَّأ وصلَّى قُبلت صلاتُه".

رواه البخاري في صحيحه، برقم (1154).


4 - النزول الإلهي في الليل:

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يَنزل اللهُ تبارك وتعالى كلَّ ليلة إلى السماء الدنيا)).

في رواية: ((إذا ذهب ثُلُث الليل الأول)).

وفي رواية: ((إذا مضى شَطر الليل أو ثلثاه))، وفي رواية: ((حين يَبقى ثُلث الليل الآخر)).

(قلت: وكلها صحيحة، وتَعدُّد النزول هذا من رحمة الله سبحانه بعباده، وإكرامه لهم).

((فيقولُ: أنا الملِك، أنا الملِك، هل مِن داعٍ يدعوني فأستجيبَ له؟

هل من سائلٍ يسألُني فأُعطيَه؟

هل من مستغفر يَستغفرني فأغفرَ له؟

هل من مذنِب يتوب فأتوبَ عليه؟

من ذا الذي يَسترزقني فأرزقَه؟

من ذا الذي يَستكشفُ الضرَّ فأكشفَه عنه؟

فلا يبقى مُسلم يدعو بدعوة إلَّا استجاب الله عزَّ وجل له، إلا زانية تسعى بفرجها، أو عَشَّار)).


5 - حسن الظن بالله سبحانه موجبٌ للعطاء الرباني:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((قال الله عزَّ وجل: أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه حيثُ يذكرُني، واللهِ لَلهُ أفرحُ بتوبة عبده من أحدكم يجدُ ضالَّته بالفلاة...))؛ أخرجه مسلم.

ومن مَظاهر حُسن الظن بالله سبحانه:

التفاؤل الجميل بقادِم الأيام، وصَدَق مَن قال:

• طالما أنَّ القادم في غَيب الله تعالى، فتصوَّره جميلًا.

ومن مظاهر حُسن الظن بالله سبحانه:

الفرح، وعدم الحزن على أمرٍ فات، قال ابن تيمية:

"وأما الحزن، فلم يَأمر الله به ولا رسولُه صلى الله عليه وسلم؛ بل قد نَهى عنه في مواضع وإن تعلَّق بأمر الدين".

التحفه العراقية (311).


6 - من الأدعية المستجابة هذا الدعاء:

"اللهمَّ إنِّي أسألُك بأنِّي أشهدُ أنَّك أنت الله لا إله إلَّا أنت، الأحدُ، الصَّمدُ، الذي لم يلد ولم يُولد، ولم يكن له كفُوًا أحدٌ". فقال: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَاب،َ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى".

أخرجه أبو داود، كتاب الصلاة، باب ما يقول بعد التشهُّد، برقم (985)، والترمذي، كتاب الدعوات، باب ما جاء في جامع الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رقم (3475).

7- البيوت العامرة بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:

• عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ لله ملائكة سيَّاحين في الأرض، يبلِّغوني من أمَّتي السلام))؛ رواه النسائي (1282)، وإسناده صحيح.

• وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَجعلوا بيوتكم قبورًا، ولا تَجعلوا قبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ؛ فإنَّ صلاتكم تَبلُغُني حيث كنتم))؛ رواه أبو داود (2042)، وإسناده صحيح.


علما بأن من أسباب إجابة الدعاء: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقد جاء عن فَضَالَةَ بنِ عُبَيْدٍ قال:
بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَقَال: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: عَجِلْتَ أَيُّهَا الْمُصَلِّي.
إِذَا صَلَّيْتَ، فَقَعَدْتَ، فَاحْمَدْ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَصَلِّ عَلَيَّ، ثُمَّ ادْعُهُ.

قَالَ: ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذَلِك،َ فَحَمِدَ اللَّهَ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّهَا الْمُصَلِّي ادْعُ تُ

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

أحداث تقنيات للمحترفين